يعد ظهور فيروس كورونا COVID-19 أهم الظواهر التي عصفت بالعالم كله خلال القرن الأخير، والتي أثرت على العالم بمختلف جوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الفكرية والثقافية، وهو ما انعكس على السوق العقاري بشكل عام بما فيه سوق العقارات السكنية في مصر.
أثناء الفترة التي تفشى فيها فيروس كورونا في الربع الثاني من عام 2020 سجلت أكبر خمس شركات عقارية في مصر مدرجة في البورصة انخفاضا كبيرا في الأرباح، حيث أن هذا الانخفاض بالإجمالي بلغ 31%، كما أن المبيعات انخفضت كذلك بنسبة تتراوح ما بين 30% و40% في النصف الأول من عام 2020.
وفي هذا المقال سوف نقدم لك أهم المؤشرات والتوقعات الخاصة بالسوق العقاري المصري لعام 2023.
ما هي العقارات السكنية في الأساس؟!
العقارات السكنية هي الأرض التي تم بناؤها بغرض السماح للناس بالعيش فيها، ولا يمكن استخدامها لأغراض تجارية أو صناعية، ويتم تنفيذها من خلال شراء شخص ما أرضًا مخصصة للاستخدام السكني، والتي تصبح ملكية عقارية وتحتوي على مجموعة واسعة من المنازل المختلفة.
ينقسم السوق العقاري المصري السكني حسب النوع إلى وحدات الشقق والفلل والمنازل وهي مجمعة فيما يسمى بالمجمعات السكنية، وتتركز في المدن الرئيسية وهي القاهرة الجديدة، والزمالك والمعادي ووسط البلد والغردقة والإسماعيلية والإسكندرية والمنصورة والأقصر والقاهرة، استطاع السوق المحلي في مصر العودة المفاجأة وتحقيق عوائد كبرى، وذلك نتيجة للدعم الاقتصادي الذي قدمته الحكومة المصرية مؤخرا.
مظاهر الدعم الاقتصادي الذي قدمته الحكومة
- التخفيف الأخير للوائح ملكية الأراضي الأجنبية في البلاد.
- ارتفاع مؤشر أسعار العقارات على مستوى البلاد بنسبة 28.3% (22.6 % معدلة حسب التضخم) في العام حتى الربع الأول من عام 2021، مقارنة بانخفاض سنوي قدره 30.8% في نفس الفترة من عام 2020.
- في محاولة لتعزيز سوق الإسكان أعلن الرئيس مؤخرًا رفع القيود النهائية على الملكية الأجنبية للأراضي والممتلكات في مصر.
- كما سمح الرئيس لأكبر مالك للأراضي في مصر “الحكومة” باستخدام أراضيها للشراكات بين القطاعين العام والخاص.
تعمل هذه التحسينات جنبًا إلى جنب مع الطلب المحلي القوي بشكل أساسي على تعزيز سوق الإسكان، فضلاً عن الاقتصاد الكلي.
مؤشرات وتوقعات السوق العقاري السكني في مصر 2023
يتضمن التقييم الكامل لسوق العقارات السكنية في مصر تقييمًا للاقتصاد ومساهمة القطاعات في الاقتصاد، ونظرة عامة على السوق، وتقدير حجم السوق للقطاعات الرئيسية، والاتجاهات الناشئة في قطاعات السوق، بالإضافة إلى اللوائح الحكومية والمبادرات المتخذة والاتجاهات الرئيسية في هذا القطاع.
تحظى العقارات في مصر بشعبية بين السكان المحليين والأجانب، وخاصة في مناطق منتجعات البحر الأحمر، على سبيل المثال ارتفع الطلب من الروس بنسبة 49% في الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يتطلع الناس بشكل متزايد إلى شراء عقارات في مصر بدلاً من مجرد استئجار منزل لقضاء العطلات.
الأسعار آخذة في الارتفاع في الأسواق الأولية والثانوية، تعود الزيادة في السوق الأولية جزئياً إلى ارتفاع أسعار مواد البناء، ويجتذب سوق العقارات في مصر المشترين، لكن الأسعار تظل منخفضة نسبيًا مقارنة بالدول الأخرى.
تستثمر الدولة الآن بكثافة في البنية التحتية لجميع مناطق مصر، وتقوم ببناء مدن بأكملها بدلاً من مجرد مجمعات، تم الإعلان عن مدينة صغيرة جديدة بها البحيرات وجميع البنى التحتية ومراكز المعارض الدولية وحتى أوبرا في منطقة سهل حشيش، كما تشهد الجونة إنشاء المنتجع الفاخر سوما باي والعديد من المشاريع الجديدة.
وفيما يتعلق بالأسعار المتوقعة للعقارات لعام 2023 فإن عبد الرحمن عجمى الرئيس التنفيذي لمجموعة دايموند وشركة سكاي أبوظبي للتطوير العقاري أشار إلى أنها سوف تتراوح ما بين 25% إلى 30%.